وسائل التواصل الإجتماعي بين الاستفادة واستنزاف الوقت
شَهِدَ القرن الحادي والعشرين تغيرات جذرية في مسار الحياة البشرية، ولعلّ أبرز هذه التغيرات كان على صعيد التكنولوجيا وخصوصاً ظهور وسائل التواصل الإجتماعي.
ظهرت هذه الوسائل بالتزامن مع “ثورة” الاتصالات التي شهدها العالم حتى أصبح قرية صغيرة!
ومن المفارقات التي يُمكن أن تكون صادمة لكثيرين، أن أُولى وسائل التواصل ظهوراً ليست تلك التي نعرفها ونستخدمها اليوم بل حتى لم يَسْمَع بها إلا بعضٌ من جيل التسعينات؟
فأول وسائل التواصل الإجتماعي ظهوراً ونذكر بعضها هي موقع (sixDegree) عام 1997، ثم موقِعَي (Friendster) و (MySpace) عام 2003. أما المواقع الشهيرة مثال Facebook, Instagram, Twitter, Whatsapp فنشأت بعد العام 2003.
وللدخول في صُلب موضوعنا فإن كل فرد يعلم كم تأخذ هذه المنصات من وقته (فبحسب احصاء أُجري عام 2021 فإن الشخص العادي يستخدم أو يزور بنشاط ما متوسطه 6.6 منصات وسائط مختلفة كل شهر، ويقضي ما يقرب من ساعتين و30 دقيقة باستخدام وسائل التواصل يوميا).
وسائل التواصل سلاح ذو حدين:
كثير من شبابنا وشاباتنا يقضون أغلب وقتهم عبر هذه المنصات التي يعتبرونها (مُتَنَفَسَاً) في ظل كل ما نعانيه من أزمات متلاحقة تعصف بنا وخصوصاً الاقتصادية منها التي تلقي بثقلها على الشباب الباحثين عن فرصهم بعد عناءِ سنينَ من الدراسةِ. فهل تعتبر وسائل التواصل الحل الأمثل لملء هذا الوقت؟ الجواب لا يمكن حصره بين “نعم” و “كلا”! فكل شخص له معاييره وأسبابه ونمط عيشه. لكن لنرى الموضوع من منظورين اثنين، الأول: الاستفادة من هذا الوقت الثمين وهذه المنصات لتعلم مهارات جديدة أو تطوير أُخرى كالرسم والاعمال اليدوية وتعلم لغات جديدة، او حتى الاستفادة من هذه المنصات للعمل وكسب المال، كل هذا سيؤدي إلى صَقْلٍ للشخصية بأفكار إبداعية “متمايزة” تجعلنا أفراداً فاعلين في مجتمعنا. المنظور الثاني: قضاء ساعات وساعات خلف شاشة صغيرة منتقلين بين تطبيق وآخر حتى لا ندري أن الوقت غافلنا ومرت ساعات طويلة لم نشعر بها ولم نحقق فائدة عملية تُذكر.
وبمقارنة بسيطة نجد الفرق بين المنظورين السابقين، فمن منّا لا يتمنى ان يكون الأفضل والأسعد والأوفر حظاً دائماً، وهنا يأتي دور الإرادة؛ إرادة الإنسان القوي التي لا تهزمه الشدائد الذي إذا صمم وصل إلى هدفه. فلنكن جميعاً على قدر المسؤولية ونعلم كيفية الاستفادة القصوى من منصات التواصل الاجتماعي.
وهنا بعض الاحصائيات حول وسائل التواصل الاجتماعي :
- بلغ عدد مستخدمي تطبيق انستغرام 1.38 مليار مستخدم نشط شهريًا عام 2021.
- %91 من مستخدمي وسائل التواصل يصلون إليها عبر أجهزتهم الجوالة.
- في إحصائية عالمية كانت النسب التالية للذين يقولون إنهم يستخدمون وسائل التواصل لاكتشاف المحتوى الإخباري: فيسبوك 44%، إنستغرام 15%، تويتر 13%.
إليكم بعض النصائح عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي :
- تأكد من أن حسابك آمن من خلال وضع كلمة مرور قوية.
- فعّل خاصية Two-step verification لإخطارك عند تسجيل دخول الى حسابك.
- لا تُطلع الأخرين على كلمات المرور الخاصة بك.
- لا تشارك بياناتك ومعلوماتك الشخصية مع أشخاص آخرين وخصوصاً من لا تعرفهم.
- لا تُجب أو ترد على رسائل واتصالات من جهات لا تعرفها أو عروض عمل من جهات مشبوهة.
- استشر خبير بالتقنيات والتكنولوجيا تثق به في حال واجهتك أي مشكلة تقنية.
- لا تُبقي هاتفك مفتوحا في الأماكن العامة كي لا يكون عرضة للاختراق او استخدام بياناتك.
نحن نعيش في عالم متغيراته كثيرة، منقلباته خاطفة، مستجداته سريعة فلنكن على قدر المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد فينا ونعرف كيفية الاستفادة السليمة لكل ما نملكه من الهواتف الذكية ووسائل التواصل الإجتماعي وكيفية توليف واستخدام هذه التكنولوجيا من أجل إظهار الحق أولاً و صقل الشخصية الفردية بمعارف ومهارات تجعله مُلِمَاً بشتى المجالات على اختلافها. ونختم بهذه العبارة ( كل إنسان يمتلك القدرات التي تمكنه من تغيير الواقع إلى الأفضل دوماً، ف الإنسان هو خليفة الله في الأرض).