الأبطال الخارقون في القصص المصوّرة غيّروا تاريخ البشرية

مدة القراءة 2 دقيقة

بقلم نور ابو حمدان

كلّنا نشاهد الأبطال الخارقين في الكتب والمجلات، في البرامج وعلى الشاشات، وحتى في الحملات الإعلانية.. عمليا، في عالم الرسوم العالمية الحالية، كان لدينا محوران: غربي وشرقي شرقي: استرو بوي، ناروتو، هانتر، غون، دراغون،.. غربي: سوبرمان، باتمان، سبايدرمان، وندر وومن،.. الأبطال المصورون غيّروا تاريخ البشرية..ا

صورة للابطال الخارقين الشرقيين والغربيين
صورة للابطال الخارقين الشرقيين والغربيين

تم توزيع الكوميك المصورة لكابتن أميركا على الجنود الأميركيين في أوروبا وساهمت إعلانات سوبرمان والأبطال في جلب 150 مليار دولار للخزينة.

سوبرمان، باتمان، سبايدرمان، وندر وومن، وغيرها الكثير من الشخصيات، تمت صياغة أغلبها في وقت وأحداث الحرب الأميركية، وكانت أحد الأسباب المباشرة وغير المباشرة في انتصار الجيش الأميركي وتقليب الرأي العام الشعبي من رافض ناقم على الطبقة الحاكمة، إلى أكبر مصدر دعم لخزينة الدولة بسبب الإعلان والحملات الترويجية التي حملها سبايدرمان وكابتن أميركا.1

مناشير ترويجية استخدمتها الحكومة الامريكية اثناء التجنيد للمشاركة في الحرب العالمية الثانية
مناشير ترويجية استخدمتها الحكومة الامريكية اثناء التجنيد للمشاركة في الحرب العالمية الثانية

دخلت صناعة الأبطال الخارقين الغربية حتى في الثورة الصّناعية وتشجيع المرأة على دخولها في التعبئة الحربية بعد إصدار شخصية ووندر ومان عام 1942 إبان الحرب العالمية الثانية.. كما وتم توزيع الكوميك المصورة لكابتن أميركا على الجنود الأميركيين في أوروبا وساهمت إعلانات سوبرمان والأبطال في جلب 150 مليار دولار للخزينة.. وغيرها الكثير، في سلسة ممنهجة استباقية.2

البطل الشرقي فرغم انبثاقه أيضا من أساطير إلا أنها من صلب ثقافة الشّعب الياباني وقيمه نفسها، وهذا ما أعطاه طابعا مختلفا تماما

أول من تدارك غزو الكوميك العالمي كانت اليابان، وكان ظهور المانغا والأبطال الخارقين في الشرق بعد الحرب العالمية الثانية.. ما يميز أبطال الغرب عن أبطال الشرق في اليابان: أنّ البطل الغربي الأميركي بني على أساطير من دون ثقافة حقيقية، أو لدقة اكبر يمكننا القول من ثقافة مغايرة وهي اساطير اليونان والاغريق.3

أمّا البطل الشرقي فرغم انبثاقه أيضا من أساطير إلا أنها من صلب ثقافة الشّعب الياباني وقيمه نفسها، وهذا ما أعطاه طابعا مختلفا تماما.. حسنا، نجح الاثنان في ابتكار أبطال خارقين وتأثير امتدادهم على مستوى العالم أجمع.. وعلى الرغم من كون أبطالهم أسطورة خيالية ترجمت في القصص وبالصورة، إلا أنهم نجحوا في جذب ملايين الجماهير.4

هنا فلنقف قليلا، لم يخلُ بطل خارق من سياسة أو فلسفة أو علم ما، بل إنّ كلّ بطل حتى أصبح خارقا قد راعى معاييرا معينة: قضية ملحة، حاجة مجتمع، وحلّ جذري لمشكلة جماعية معاصرة. ثم إنّ كلّ شخصية ستحمل ثقافة تتنفسها وبرمجة ستنشرها.. نريد صناعة بطل خارق؟ كيف؟

ما يميزنا حقا في مجتمعنا الأصيل، هو أنّ بطلنا الخارق موجود، ليس أسطورة ولا خرافة. بطلنا بطل حقيقي؛ بل قدوة حقيقية. وإنّ لدينا الكثير من الرموز والشخصيات البطولية الحية، تحمل كل المعايير والثقافة والقيم الحقة، والتحدي هنا يكمن في: “كيف يمكننا إيصال هذا البطل الخارق وبطولاته الحقيقية في قالب فني عالمي منافس من مجتمعنا إلى ألباب العالم أجمع.5

You may also like...